ترجمة عبرية - شبكة قُدس: قال خبراء ومحللون إسرائيليون، إن رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد، الذي عينه نتنياهو مؤخرا؛ إيال زامير، خلفا لهرتسي هليفي الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ في بداية مارس المقبل؛ سيقابل جيشا منهكا وأزمات عميقة.
وقال رئيس برنامج سياسة الأمن القومي في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، عوفِر شيلَح، إنه بتعيين زامير في المنصب، فإنه يستقبل جيشا في أزمة عميقة، خاصة بعد أشهر طويلة من استمرار الحرب بدون هدف واضح، وغياب خطة سياسية تمنح الفعل العسكري نتيجة وغاية لنهايته، وفشل القيادة العسكرية من خلال تأخير التحقيقات واستخلاص المسؤولية على إخفاق 7 أكتوبر، أدى هذا كله إلى تآكل جسدي وأخلاقي وعقلاني غير مسبوق في جيش الاحتلال.
وأضاف شيلح أن هذه الأمور تبرز خصوصا في قوات البرية النظامية وقوات الاحتياط، وفي ظاهرة مغادرة ضباط مهمين وواعدين لصفوف الجيش، ولفت إلى أن "معالجة هذه القضية كانت فاشلة، بسبب فقدان القيادة العسكرية لصلاحياتها إثر بقاء المسؤولين عن الإخفاقات في بداية الحرب في مناصبهم.
ولفت إلى أنه "يسود في الجيش اليوم مزيج قاتل من التعب العميق"، معتبرا أن "المهمة الملحة الملقاة على زامير هي إعادة الجيش إلى قيمه الأساسية، وهو مطالب بتنفيذ خطوات فورية، تتعلق بإنهاء سريع للتحقيقات، واتخاذ قرارات قيادية حازمة تجاه الذين أخفقوا".
وتابع أنه على رئيس الأركان الجديد أن يقود عملية بناء القوة العسكرية خلال الحرب المستمرة، ورغم أن شدة القتال تراجعت قياسا بالسنة الأخيرة، لكن الوضع بعيد عن كونه عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، ويتطلب جهوزية دائمة لمواجهة اشتعال متجدد.
وحسب شيلح، يتعين على زامير "بلورة نموذج حديث لقوات الاحتياط الذي تبرز فيه مؤشرات كبيرة على التآكل، وقسم من قيادة الجيش لا يدرك ذلك. ورغم الضغط السياسي، يحظر عليه التراجع عن موقف سلفه في قضية تجنيد الحريديين".
وأضاف أن "زامير مطالب أيضا بقيادة تغيير ثقافي في شعبة الاستخبارات واتخاذ قرارات بعيدة المدى في سلاح الجو وفي مجال التطوير والتكنولوجيا، وأن أحد الأمور المهمة تتعلق بترميم روح هيئة الأركان التي بدأت تضعف قبل الحرب بفترة طويلة، بسبب الثقافة الإدارية لقسم من أسلافه، ومغادرة ضباط نقديين وتدهور هيئة الأركان من هيئة متناسقة إلى ذوي مناصب منفصلة".
وحذر شيلح من أن قسم من المستوى السياسي يدفع علنا إلى العودة إلى الحرب من أجل الحرب، ورئيس حكومة الاحتلال يتحرك بواسطة ضغوط خارجية وداخلية أكثر من التحرك من خلال مفهوم واضح، والعلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في الحضيض، والمستوى السياسي يعمل بلا رسن والجمهور الإسرائيلي منقسم.
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فقال إن زامير كان ضابطا في سلاح المدرعات وترقى في جميع المناصب القيادية فيه، وتولى قيادة فرقة عسكرية. وبعد ترقيته إلى رتبة لواء، عُين سكرتيرا عسكريا لـ نتنياهو، ثم قائدا للقيادة الجنوبية، وصولا إلى منصب نائب رئيس الأركان الأسبق، أفيف كوخافي.
وذكر هرئيل أن زامير لم يكن متحمسا لتولي منصب رئيس الأركان "لأنه كان يدرك عمق الأزمة في الجيش، بدءا من الأجواء المتعكرة في صفوف القيادة العليا، ومرورا بمغادرة عدد كبير من الضباط في المستويات المتوسطة، وحتى العبء الذي لا يحتمل الذي تواجهه قوات الاحتياط في أعقاب الحرب".
وأشار إلى أنه "في الخلفية هناك ضرورة إنهاء صفقة الأسرى، وبين 79 أسيرا في غزة، يوجد عشرات الجنود وقسم منهم على قيد الحياة، ويفترض تحريرهم في المرحلة الثانية. وطوال الوقت، يخيم خطر استئناف الحرب في لبنان وغزة، في ظل استمرار الأزمة الأمنية الشديدة في الضفة الغربية، واستمرار الاستعدادات لهجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية في إيران".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا